الاثنين، 6 يناير 2014

مقال : الراقصة والطبال ..!




عندما تتساوى الإختيارات في عقل أحدهم فإنه وبلا شك سيختار الطريق الأفضل والأكثر أمناً لمستقبله وليس حاضره
ولايخفى علينا جميعاً أن كرة القدم في عصر الإحتراف لم تعد في ذهن اللاعبين مرتبطة بالهواية والإبداع فقط بل أصبحت
مرتبطة في أذهان الصغار قبل الكبار بإنها المال ، والمال فقط .

ومانشاهدة نهاية كل موسم من إنتقالات في سوق اللاعبين السعوديين ومايصاحبه من زخم إعلامي كبير لايشبه سوى 
حفلة صاخبة في فيلم " الراقصة والطبال" ..
وفيها "يرقص" البعض بعض أن يضع مكاييج الزيف و "يطبل" آخرون بخفة وهم لايعلم أن الجميع أتى لـ الفرجة عليهم
 وهم يتمايلون بين أمواج البحر ويصدحون يمنة ويسرة بأقوال لاتمت للإعلام بصلة ، وجميعهم أتوا بأمر المخرج الذي أهداهم
حقوق الحضور لحفلة كان من الممكن أن يكونوا خارجها تماما ولكنه عرف إمكانيات التمثيل الرائعة فأدرجهم ضمن الناعقين 
بما لايمكن أن يقال من إعلاميين يحترمون مهنتهم ويحترمون من يتابعهم .

كل ماسبق شاهدناه بأم أعيننا في صفقة اللاعب الإتفاقي يحيى الشهري الذي إنتقل بختم القلب والمال مترادفة إلى 
نادي النصر ليكون عالميا من الموسم القادم فالبعض أبعده عن النصر والبعض حلف يميناً أن يفعل ويفعل إن انتقل
الشهري إلى النصر ولم يبرّ بقسمه ، وبعضهم أخبرته الريح أن اللاعب يريد اللون الأزرق وهل كان يعني الهلال أو 
الفتح أو أي فريق لونه أزرق ، وفي كل الأحوال فإنه لم يعلم أنه يغرق في بحر أزرق حتى لفظ أنفاس مهنيته بعد 
أن وقع اللاعب لنادي النصر وتذكرت وقتها كلمات أغنية عبدالحليم حافظ :
 "الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق ،....، إني أتنفس تحت الماء إني أغرق أغرق أغرق " .. 
ابتسمت لـ لحظة وتذكرت أن بعض إعلاميينا يبحثون عن ذواتهم التي أضاعوها من عملهم القديم إلى عملهم الجديد
في مهنة الإعلام والذي لايمت للحقيقة ولا للمهنية الإعلامية بصلة تذكر .

كم أتمنى أن نشاهد إعلام يعتمد على المصدر مباشرة بدون أن يعتمد على كلام غير حقيقي تلبية لرغبة ميوله أو 
أهوائه أو مصالحه ، حينها نعود للوراء في آخر القاعة ونشاهد "الراقصة والطبال" ونتألم لإننا نبحث عن الأفضل
لرياضة وطننا ولإعلامنا الذي يتشرف بالكثير من الأسماء النزيهة والتي تمارس حقوقها الإعلامية بعيدا عن ألوان
الفرق وإن مالت تميل بالحقيقة ولا سواها من إدعاءات وزيف مثل البيئة الجيدة وميول اللاعب فهو يعود بنا للعصر
 الحجري وليس عصر المال والثورة المعلوماتية التي من المفترض ان يواكبها الكثير من المصداقية لسهولة الحصول 
على المعلومة وتقارب المسافات .

أخيرا وليس آخرا .. شكرا لكل إعلامي نزيه لم يغامر بمصداقيته في سوق الإنتقالات السابقة واللاحقة إلا عندما يكون
حاملا معه المصدر بكل ثقة وثبات ، ولاشكر ولا تقدير لمن لعب دور "الراقصة " ولمن لعب دور " الطبال " ...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق