كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء وكانت الريح عاصفة عاتية تنبئ بليلة باردة وقامت الكائنات الحية بالبحث عن أماكن
مختلفة كـ ملجأ من البرد القارس والريح التي لاتتفهم معنى البرد وسعيره القاتل ، وبعدها سقط الثلج على مرتفعات الجبال
وسفوح الأودية وأصبح البرد ديدن الحال وعين السؤال ، حتى أشرقت الشمس صباحاً وبدأت الحياة تدب في أطراف الأرض
والندى بدأ في الذوبان كما هو حال الجليد وجرت المياه وابتسمت الطيور وخرج الناس لحياتهم وهم ينعمون بأجواء ربيعية
فاتنة .
كل ذلك رأيته بأم عيني في هذا الموسم عندما أشرقت شمس النصر العالمي على واقع الرياضة بمختلف الإتجاهات سواء
المستويات الفنية أو التحكيمية أو اللجان المختلفة أو الجماهير بمختلف ميولها أو القنوات الفضائية ، فقد كانت شمس النصر
كفيلة بذوبان الجليد وجريان الماء في عروق الأرض ويكون هناك نوع من التوازن البيئي لتبتسم الحياة ويتفاءل الرياضيون
بعودة الحياة إلى الرياضة وإلى المنتخب السعودي تحديداً .
وانتهى الدور الأول من بطولة الدوري وكان بطل الشتاء هو النصر وفي الحقيقة أنه بطل الفصول بتاريخه العظيم ونجومه الكبار
اللذين نقشوا على جدار التاريخ أساميهم وبطولاتهم وبجماهيره التي رسمت لوحات الوفاء أينما ذهب العالمي وحاله يقول كل الوطن
هو لي وأينما حللت سأجد جمهوري وسأجد العشاق الأوفياء وكل من يعشق الكرة الجميلة الأنيقة .
نعم تصدر النصر وأصبح بطل الربيع ولكن شتاء العقول لازال يعيش في عقول البعض وطرحهم سواء إداريي أندية أو إعلاميين
أو جماهير وهم قلة في حسابات الوطن وقاموا بنفث سمومهم على النصر بطريقة مباشرة وغير مباشرة وأصبح الدوري السعودي
في نظرهم ضعيف فنياً ومستوى التحكيم سيء جداً وخدم المتصدر وهم يعلمون تماما أن النصر خسر أكثر من ست نقاط بسبب
قرارات تحكيمية كان من الممكن أن توسع الفارق بينه وبين الآخرين ولكن إدارة النصر التزمت الصمت وتركت الحديث للاعبين
داخل الميدان وحققت ماتريد خلال الدور الأول من هذا الموسم .
وعندما ننظر بعين محايدة لواقع الحال في رياضتنا فإننا نجد أن عودة النصر ابتسم لها الجميع بمختلف ميولهم وذلك لعلمهم بإن
عودة النصر ستعود بالقوة للمنتخب السعودي ولزيادة رتم التنافس الشريف بين الأندية الرياضية ولكن من لم يرحب بهذه العودة
سيظل يعيش في شتاء عقله مدة طويلة ولن يصحو إلا بعد فوات الأوآن فالأندية تعمل وتجتهد وتنافس والبعض تفرغ لغرس بذور
الحقد والكره لكل ماهو أصفر ولا أعلم هل هم يفهمون ماذا يعني اللون الأصفر ؟ وبكل بساطة فهو لون الذهب ولون الشمس
وقد اثبت العالمي ذلك واقعا وكذلك المونديالي العميد فشمس حضورهم حضرت في مونديالات عالمية ولم تقتصر على محلية
ناقصة بعكازات خفية يعرفها الجميع .
لكل ما سبق سيظل النصر بطل الفصول وستظل شمسه مشرقه في قلوب عشاقه دائما وأبداً وإن ظهرت للعامة فهي كريمة لخلق
التوازن البيئي وابتسامة الحياة وإن بقيت بين العروق ستظل الدفء وتظل حديث الروح والمكان والزمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق