الاثنين، 6 يناير 2014

العنصرية .." وفالك نيجيري"



عندما يتحدث الجاهل بألفاظ عنصرية ويقوم بممارستها فعلا لاقولا فهو يقوم بما يؤمن به من قناعات لم يكتسبها في عقله الباطن
والظاهر إلا من مجتمعه المحيط ومؤسساته المختلفة بدءاً من البيت ثم المدرسة والنادي والجامعة والإعلام المقروء والمسموع 
والأنترنت وجميع قنوات الإتصال الإجتماعية المتاحة له .

فعندما نشاهد علية القوم وكبارهم من مسؤولين يتحدثون بشكل عنصري ومن ثم يبررون للعنصرية بطرق ملتوية في أكثر من موقف 
وأكثر من حدث فلا حرج أن يقوم ذلك المراهق بتصرف عنصري بأي شكل من الأشكال فهو قد اكتنز ثقافة العنصرية ممن يراهم
 أنموذجاً له .

العنصرية باب واسع جدا من العنصرية المذهبية والمناطقية والعشائرية والتنابز بالألقاب وغيرها الكثير .. ولكننا حين نبحث عن
وطن يكتمل بنا ونكتمل به فيجب أن يضرب بيد من حديد على كل أشكال هذه العنصرية بدءاً ممن يمارسونها ومن ثم ممن يبررون 
لها بين كل حين وآخر سعياً لمصالحهم الخاصة والعامة .

 الوسط الرياضي الذي يهتم به معظم شبابانا ويجدون في الرياضة منفذ جميل يهتمون به ويتابعونه لملء أوقات فراغهم وكذلك 
ممارستها بشكل أو بآخر .. هذا الوسط الذي يفترض أن يكون بهوية وطنية موحدة أصبح مرتعا خصباً لتطبيق العنصرية 
المناظقية بشكل سافر وفاضح للإنسانية .. وماقام به جمهور نادي الهلال مؤخراً من ترديد عبارات " نيجيريا .. نيجيريا " خلال
مباراة فريقهم امام شقيقهم نادي الإتحاد لم تكن إلا امتداد لهذه السقطة المجتمعية التي جعلت القلوب تئن مما وصل إليه تفكير 
شبابنا بمباركة من المسؤولين عن هذه المؤسسات الرياضية  ، فعندما نبرر أي خطأ فنحن نشد على أيدي من فعله بطريقة غير 
مباشرة ونقول له ضمنا : أنت في الطريق الصحيح ، وهذا لعمّري أنه الخطا بكامل أجندته والجهل بكل قبحه وتقسيم المجتمع بكل وقاحته .

فعندما يصل الأمر أن نقول لأبناء وطننا أنت نيجيري بتمييز عنصري فاضح فماذا يمكن أن تكون عليه العنصرية إن لم تكن هي 
هذه بكل أسف ، فإن كان فهد المولد الحربي وعبدالرحمن الغامدي لاعبي نادي الإتحاد من نيجيريا وقدموا صورة مشرقة من خلال
مشاركاتهم المختلفة مع المنتخبات الوطنية فأعتقد أن نيجيريا فأل حسن عليهم .. وعلى الجميع أن يكون فأله نيجيرياً حتى يمكنه
أن يكون مبدعاً في مجاله ويمكن أن نتقدم رياضيا ونعود بمنتخباتنا الوطنية للمنافسة القارية .

ماسبق هو مثال للدناءة بكل ماتحمله الكلمة من معنى والسقوط لمعنى الوطنية التي نسعى كأبناء وطن واحد أن نرسخه وندعمه 
لنكون شريحة واحدة " ولافرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى " كما قال  رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .

ومع هذا التنابز والمناطقية لا أنسى مايقوم به أصحاب الشهادات العليا من أقوال عنصرية طائفية مذهبية مناطقية ويبارك لهم
الإعلام ذلك ويسمح بمشاركاتهم في برامجه المختلفة.. فكيف لنا أن نلوم مراهقا في مدرجات ملعب كرة قدم ونحن نئن من تفكير 
دكتور يحاضر على الآلاف من الطلبة في الجامعات ؟

وبالنسبة لي فإنني أشعر بخيبة أمل كبيرة في تعديل بعض القيم المستقاة من الواقع المفلس فالقيمة لايجب أن تكون شعاراً فقط 
فإن لم ننجح في تحويل القيمة إلى سلوك فنحن نقبع في الدرجات الدنيا من الإنسانية .. ولايمكن أن يكون هناك أي تقدم أو 
حضارة تلوح في الأفق إن لم نسعى لتكريس قيمنا بشكل سلوكي في كل أفعالنا وهذا يبدأ من سنّ الأنظمة الرادعة القوية ،
أولا ومن ثم دعم هذا النظام من خلال المؤسسات المجتمعية بكل أطيافها بداية من البيت ومن ثم المسجد والجامعات والأندية
والجمعيات وكل ما يمكن أن يكون له تاثير على شباب هذا الوطن .

وأخيراً وليس آخراً .. 
ياموطني ..
لن أسمع الترهات من باب العداء ..
لن أنحني يوماً وفي قلبي سماء ..
سأعاند الريح المدى ..
سأسدد الحب الندى ..
فأنا خلقت كما أنا ..
وطن لوطني بالوفاء ...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق