عندما تحاول أن ترسم دائرة وتجد أنك ترسم تعرجات لاتشبه الدائرة فابتعد عن الرسم ، وعندما تحاول أن تكون رئيسا
لمؤسسة وأنت لاتفقه بأساسيات الإدارة ومفاهميمها فابتعد عن أوجاع الإدارة ، وعندما تضع الخطوط العريضة لمفاهيم
الولاء ونبذ التعصب الرياضي وأنت أول من يشحن النفوس ويزيد البغضاء فأنت كمن ينقش على الماء كل أحلامه .
كل هذا يقال لكل من شكك في وطنية الآخرين وكل هذا يقال لكل من يزرع بذور الكذب ويسقيها بماء العنجهية والألفاظ
البذيئة والتلميحات الغير مستساغة أدبيا وإعلامياً ، وكل هذا يقال لمن وضع المنتخب السعودي أداة لهدم الوطنية في
نادي وتلبيسها لنادي آخر ، وكل هذا يقال لمن يحاول أن يسلك الطرق البغيظة لملء فراغات عقدة النقص لديه بما لذّ
وطاب من التهجم على الآخرين ، وكل هذا يقال لمن يحاول أن يغير المفاهيم التي يعرفها الجميع بما يستحب لديه من
مفاهيم جديدة ومباديء مستنسخة حديثة لانعرفها .
منتخبنا السعودي في آخر مبارياته مع العراق كان منتخبا رائعا وهو يحاول ردم الصورة الباهتة التي ترسخت عنها وجعلته
في المركز 109 عالميا وإن اختلفت الطموحات عن ذي قبل فنحن الآن ننافس من أجل التأهل لتصفيات كأس آسيا ولا
غير ذلك ، ولكن يجب أن تكون الأساسيات ثابتة والرؤى مكتملة لعودة تليق بالأخضر السعودي الذي نفرح لأجله فرح الأب
بإبنه في الإنجاز والإنتصار ، فهذا وطن الجميع ومنتخب الجميع وليس منتخب لنادي معين ، ومافعله السيد لوبيز رغم
انتصار الأخضر لايليق أبداً فمن غير المعقول أن يتم تغيير المراكز وتتم التبديلات وكل ذلك لم يسمح لأفضل محور
وأفضل صانع في الدوري السعودي للعب والمشاركة مع بقية أبناء الوطن ؟ هل كان ذلك مصادفة ؟ وهل كان ذلك اعتياديا ؟
وهل كان السيد لوبيز والذي لم يعرف من سيرته التدريبية إلا أنه كان مدربا لرديف ريال مدريد لفترة قصيرة يؤسس لفريق كبير
ويؤسس لبناء فريق يستطيع مقارعة شرق القارة ؟ كل المحللين والجماهير بمختلف الميول تتساءل ويحق لها السؤال ؟
ولكن إلى متى يستمر البعض في تفصيل الثياب لأبناء الوطن على مقاسات وطنيتهم من أجل تساؤل، فالوطن لن يعلو ولن
ينهض في كل المجالات إلا بدعم القيم والمباديء وليس نزعها وتفصيلها بحسب الأهواء ونزعها من البعض لمجرد التساؤل ،
الوطن ليس لأحد على أحد ، والوطن غني بأبنائه ومن يحرص على عودته لن يحرص على التشكيك بأبنائه في كل مقال
أو كل لقاء .
لكل هذا سأقول كفاكم تهريجا ومزايدة على حب الوطن ، فكلنا وطنيون وكلنا فداء للوطن ، ومن يضع أولوياته على حساب
المنتخب فلايستحق أن يكون وطنياً ، ومن يتحامل على نادي من أجل نادي آخر واستخدام المنتخب والوطنية وسيلة له فهذا من
ينبغي ردمه تحت طاولة الوطن بالعقاب .
وقد سألوا المكياج عن الوطنية بأحدث موديل..
واستلقى على علبته القديمة وابتسم ابتسامة عريضة وقال : ستجدونها في وجه الفشّار وكلام النواعم ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق