من الجميل جداً أن نعتمد على أنفسنا في كل شيء ، وصناعة الرياضة أصبحت ديدن الدول المتقدمة حيث لم تعد الرياضة مجرد
لعبة ترفيهية وإنما مؤشر مهم لحضارة الأمم ومنبع إقتصادي مهم إن تم التعامل معه على أن الشباب ثروة يجب أن تستغل بالشكل
اللائق والصحيح والذي يضمن لنا التقدم خطوة فأخرى حتى نصل إلى أهدافنا بالتدرج المنطقي وليس بالخيال فقط .
ومانشاهده من إعلامنا العجيب الغريب بعد ان تعاقد نادي الهلال مع اللاعب سامي الحابر لتدريب فريق الهلال لموسمين ماهو
إلا ذرّ الرماد في العيون وصنع شيء من لاشيء ، نعرف سامي الجابر لاعبا وإداريا وأبرز إنجازاته كلاعب هي تحقيق لقب هداف
الدوري الممتاز لمرتين وتحقيق كاس آسيا مع المنتخب عام 96م ومشاركته مع منتخب بلاده في كاس العالم لأربع مرات متتالية
بعضها كان احتياطيا ، وسجل لفريقه الهلال 50 هدف في كل مشاركاته الداخلية والخارجية الرسمية والودية ، أما غيرها من
الإنجازات الوهمية فلايستحق الذكر لأنها انجازات صنعها الإعلام فقط وليست على أرض الميدان
أما إنجازاته كإداري فلم نشاهد سوى علاقاته المتوترة دائما مع اللاعبين ومع الحكام فقط ، وانجازاته التدريبية فهو درب الهلال في
مباراتين وذهب بعدها للعمل كمتدرب على حسابه في نادي أوكسير الفرنسي لمدة أربعة أشهر تقريبا وحصل على شهادة عادية
في التدريب وعاد الآن مدربا لفريق الهلال .
كل ماسبق من حقائق يضعنا أمام مؤشر مهم لإعلام صنع من سامي غوارديولا العرب ومورينهو العرب وهم لم يعمل حتى الآن
ولا يملك من الإنجازات مايضعه أو يصنفه لهكذا ألقاب ، دعوا الرجل يعمل دعوه يجرب ويتدرب ، دعوه يخطيء ويصيب ، اتركوا
له الحرية في اختيار طريقه ، صفقوا له إن أنجز ، عاتبوه وانتقدوه بعقلانية إن أخطأ ، أما أن تتم زفته الآن بصفر من الإنجازات
التدريبية فهذا خطأ إعلامي فاضح ولا يجب السكوت عنه من الجميع .
ولقد سبق سامي الكثير من المدربين الوطنيين في تحقيق إنجازات كثيرة للوطن ومنهم خليل الزياني ومحمد الخراشي وخالد القروني
وناصر الجوهر ، وكل هولاء لم يجدوا بعد إنجازاتهم ربع ماحصل عليه سامي من تطبيل أجوف وهو لم يحقق شيء حتى الان .
سامي الجابر مواطن سعودي على أي حال ويجب دعمه ولكن بمنطقية وعقلانية بعيدة عن " السماجة " والإستخفاف بعقول
المشاهدين والقراء ، وكم نحن سعداء بأن يكون سامي الجابر غوارديولا للهلال أما للعرب فقد سبقه الكثير بإنجازات كثيرة وكبيرة
وآخرها المدرب السعودي القدير علي كميخ الذي تم التعاقد معه من قبل نادي الفيصلي الأردني بعقد مجزي ليكون أول مدرب
سعودي يحترف التدريب خارجياً ولم نجد لهذا المدرب وهذا الحدث شيء يذكر من التطبيل الذي حصل عليه الجابر وهو لم يبدأ
بعد مهمته التدريبية مع فريقه الهلال .
لكل ماسبق يجب أن نكون منصفين مع الجميع ويجب أن نضع للقلم مهنية واحترام حتى نكسب إحترام الجميع واحترام من يقرأ لنا
ومن يشاهدنا ، وما رجوع رياضتنا للخلف إلا بسبب هؤلاء الفئة التي تبيع ضمائرها ومصداقيتها عرض الحائط لتكسب الرضا من
هذا وذاك ، يجب أن في موقع المسؤولية وأن تكون الجقائق هي الأولى ويأتي بعدها الإنجاز ومن ثم الثناء ، أما غير ذلك فهو
إمتهان للرياضيين وللمدربين الوطنيين الآخرين وإمتهان للإعلام ومهنيته التي بدأت منذ فترة في الإنحدار نحو التطبيل الأجوف
لشخوص إعتيادية في مجتمع عادي لم ولن يكن فيه سوى أسطورة كروية واحدة وأساطير إدارية متعددة .. لاداعي لذكرهم الآن .
هنيئا لكل منصف مايقدمه وهنيئا للهلال بـ سامي الجابر .. وسأقول له مبرووك وأعانك الله ما ستلقاه من هجوم إن سقطت أو تعثرت
قدماك بعد هذا التطبيل الكبير الذي منحك إياه المرجفون ، فسقوطك لن يكون عاديا نظرا للإرتفاع الذي منحوك إياه بلا مبرر سوى
أنك هلالي ، أتمنى لك التوفيق يا " غوارديولا الهلال " ...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق