يقول الشاعر الإنجليزي ألكسندر بوب : " الدهاء أدنى أشكال الفكاهة " وأقول أن الدهاء هو روح الفكاهة وهو عنصر المفاجأة
التي تحمله الفكاهة ، والدهاء هو أعمق من الذكاء وأشمل فهو يعني المبادرة والتخطيط والمكر والإحتيال لإثبات حقيقة ما أو
لتأكيد فرضية معينة وإقناع الجميع بما لم يقتنعوا به .
كل ذلك الدهاء كان متوفرا في "الجولة الحاشرة" وفي مباراة الديربي تحديداً ، وذلك عندما كشر الأورغواني كارينيو عن أنياب
فكره ومكره ليصطاد فريسته ويختار التشكيل المناسب والخطة المناسبة ويشرحها للاعبيه قبل المباراة بساعات بعد أن اعتمد
على تكتيك آخر منذ أسبوع ، ولكن لاعبيه البرازيليين خذلوه في المنعطف الأهم فخذلهم بقدرته على المناورة وقدرته على وضع
التكشيل المناسب والتكتيك المناسب قبل المباراة بساعات قليلة .
ومما أفرزه ذلك اللقاء المليء بالحقائق أن الروح عندما تتحد مع الفكر والعقل لن تبتعد بالإنسان عن النجاح وتحقيق أهدافه
بسهولة تامة وقد اتحدت روح اللاعبين ومدربهم وإدارتهم مع فكر الداهية كارينيو ليقدم درسا نموذجيا للكابتن سامي الجابر في
كيفية الدخول للمباريات ومواجهة الخصوم وتفتيت الأسلحة القوية التي يمتلكها الخصم ، ولا أباعد حين أقول أن كارينيو قدم
خدمة كبيرة للجابر بمنحة التجربة الفعلية والنفسية ليستفيد من هكذا لقاءات وهكذا صعوبة .. فالخطط الست التي تحدث عنها
الإعلامي بتال القوس قد أضاف لها كارينيو الخطة السابعة في دفتر الكابتن سامي الجابر .
والحقيقة أن التأكيد على دهاء كارينيو أثبته الواقع داخل الميدان ولم تثبته الأزياء أو التصاريح المثيرة أو النظرات وتوزيع
الإبتسامات وهذا درس آخر يجب على الجابر أن يستفيد منه ، وانتصار كارينيو وكتيبته الصفراء تم بصناعة سعودية فعلا
وخالطتها الحلوى البحرينية ممثلة في المدافع القوي محمد حسين حتى أصبحت وجبة مكتملة بالدسم السعودي والحلا البحريني
ولهذا فهي وجبة سعودية وحلاها بحريني وكانت "حاشرة" لأبواق أفسدت التنافس الشريف ووضعت النصر في موقع لايليق به ،
ولكن تلك الجولة الحاشرة وضعت النصر في موقعه الطبيعي ووضعت اللجام على كل فرس اعلامية تم ترويضها في ذلك المساء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق