الاثنين، 6 يناير 2014

مقال : صناعة الرياضة والألف ميل ..!





عندما نريد أن نصل لأي هدف في حياتنا لايكفي الطموح و حمل الأحلام بكف والعشوائية بكف آخر ، فالرياضة بكامل تفاصيلها
جزء من منظومة متكاملة للمجتمع ، تتبعه بإرهاصاته وسقطاته ومميزاته .

ونحن الآن في مفترق طرق عديدة في رياضتنا المحلية إما أن نخطو بثبات وعمل مستمر أو نخطو بالكلام والطموح حتى يسقط
العمل كاملا ، فالرياضة لم تعد نشاطا لشباب يجتمعون تحت لواء شخصية إعتبارية في المجتمع فقط ، بل اصبحت صناعة 
يشار لها بالبنان في الدول المتقدمة تحتاج للتخطيط المستمر والإستفادة القصوى من أدوات التنظيم المتوفرة والمتابعة والتعديل
والتقويم المستمر لهذا العمل .

وما اشاهده من تخبطات كثيرة في لجان الإتحاد السعودي من قرارات أحدها ينسخ الآخر وأحدها يأتي إعتباطا بلا قانون يستند
عليه أثق تماما أننا نعمل بشكل فردي لايرقى لما نطمح له من أهداف ومنجزات ، فبعض اللجان يستنسخ كل عام قوانينه بناء
على مايستجد من أحداث والبعض ينسخ قوانين العمل المكتبي بلا تفرعات وجزيئات تخدم العمل وتفاصيله الصغيره ، بشمولية 
وتكامل يجب أن تتوفر في الهيكل العام للإتحاد السعودي .

 وفي الحقيقة أنني تفاءلت كثيرا بإبتعاد صاحب السمو الملكي الأكير نواف بن فيصل عن رئاسة الإتحاد وتركه المجال مفتوحا
للآخرين ، ليس قصورا في سمّوه ولكنه رغبة في أن يكون العمل بعيدا عن المجاملات التي نتفهمها جيدا في مجتمعنا البسيط .
وهاهو الأستاذ أحمد عيد يخطو خطواته الأولى في رئاسته للإتحاد السعودي لكرة القدم بخطى مختلفة أحدها للأمام والأخرى للخلف
ولا أجد تفسيرا لذلك سوى أن المنظومة تحتاج لإعادة هيكلة وإعادة توضيح للأدوار وتوزيع للسلطات والمسؤوليات بشكل كامل .

فالإتحاد السعودي يخطو الآن الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل مراحل مهمة من العمل فأمامه قضايا كثيرة يجب أن يكون كفؤاً 
لها وأهمها قضية الإستثمار الرياضي في الأندية وقضية المنشئات والبنية التحتية والإدارة المالية التي يجب أن ينظر لها بعين 
الإعتبار حتى يمكن تسيير العمل في كل الإتجاهات بطريقة جيدة ومحفزة للجميع .

ختاما أتمنى لرياضتنا التقدم والنجاح وهذا لايأتي بالدعوات والأمنيات وإستعراض البشوت من الجميع ولكنه يأتي بالعمل والعمل فقط 
وماعدا ذلك فهو سقوط في عين الوطن الذي يحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى ، ولا أشك لـ لحظة في وفاء ونبل الأستاذ أحمد عيد
ولكن يجب أن يكون العمل هو الأساس وليس المشاريع الوهمية التي يحضرها التلفزيون والمسؤول ، فالإنجاز هو رفع راية لا إله إلا
الله محمد رسول الله في كل محفل رياضي وصعودها للقمة هو الهدف ولا غير ذلك ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق